بعد الخبر الأول عن تأخر مستشفى بيت شباب في دفع رواتب الموظفين تتالت الاتصالات من عدة مستشفيات ومراكز صحية وتعليمية لتشرح صعوبة ما تمر به نتيجة تأخر وزارة المال كثيراً في دفع المستحقات. وبالعودة إلى مستشفى بيت شباب أو المعهد اللبناني للمعوقين يتبين أن وزارة الصحة طلبت من وزارة المال في شباط 2018 صرف مبلغ 530 مليون ليرة لكن "المال" لم تحولهم بعد، لتعود "الصحة" وتطلب صرف 513 مليون أخرى لكن وزارة المال لم تصرفهم بعد. وهكذا فإن المستشفيات الصغيرة تتكبد مصاريف معالجة المرضى ريثما تدفع الدولة له لكن الدولة تتأخر بالدفع. المؤسسات الاستشفائية والتعليمية الكبيرة يمكنها أن تتحمل التأخير باعتبار أن لديها الكثير من الأموال، لكن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا يمكنها التحمل. هي المعاناة نفسها التي يعيشها عدد كبير من البلديات أيضاً.
مدير مستشفى بيت شباب الأب لويس سماحة وجد نفسه أمام مستشفى مكسور على مليارات عند توليه المسؤولية فحاول فعل كل ما يلزم لإيقافها على قدميها مجدداً، لكن ما يحصل مع "المال" يصعب المهمة جداً، خصوصاً أن المستشفى لا يستقبل مرضى "كاش" إنما مرضى مضمونين أو تشملهم تغطية وزارة الصحة أو التأمين أو المؤسسات الأمنية وهؤلاء جميعهم يتأخرون كثيراً في الدفع. علماً أن مجموع الأجور الشهرية يبلغ 442 مليوناً، وهو ليس رقم سهل طبعاً. أما الطابق الخاص بالتوليد فتم استبعاده من عقود الأمم المتحدة مع نهاية عام 2017، فكانت المفاجأة أن عدد الولادات في كل عام 2018 كان 22 ولادة فقط. 22 ولادة سنوياً في طابق مجهز بالكامل يضم 12 موظفاً؛ وعليه كان لا بد من إقفاله.